اعتبر الإعلامى أحمد المسلمانى من وصفهم بـ«الفاسدين ضد الفساد» و«الجاهلين ضد الجهل» أخطر ما يهدد ثورة 25 يناير فى مرحلتها الراهنة، مشيراً إلى أن هؤلاء الأشخاص يريدون قطف ثمار الثورة من خلال ادعاء محاربة الفساد وهم أكثر فساداً وجهلاً.
وقال «المسلمانى»، فى ندوة عقدها بنادى جمهورية مصر العربية فى الإمارات، إن هناك حالة انقسام واستقطاب حادة تحدث فى مصر حالياً للشخصيات المرشحة للرئاسة، فلا تجد رأياً معتدلاً فى وسائل الإعلام تجاه أى شخصية، فإما أن يكون المرشح أفضل الرجال أو أسوأهم على الإطلاق، لافتاً إلى أن هذا نموذج متكرر لبلدان شهدت ثورات مماثلة مثل إندونيسيا.وأضاف أن هناك كذلك من يدعون إلى ثورة لا تنتهى ويرفضون أى دعوات للتوقف أو التقاط الأنفاس، متمثلين فى الحركة الشيوعية، مؤكداً أنه ضد هذا المبدأ كلياً ويرى أنه يقود البلاد إلى فوضى فى النهاية، ولو استندنا إلى هذه النظرية الشيوعية فسيكون هناك ساخطون للأبد حتى لو ظهر نظام وطنى ناجح فى المستقبل.
وتابع «المسلمانى»، خلال جلستين متتاليتين فى مقرى النادى المصرى بإمارتى عجمان ودبى، أن الوضع الآن فى مصر ليس كما نتمنى سواء على الصعيد الأمنى أو الاقتصادى، مشيراً إلى ضرورة إجراء تعديل وزارى خلال المرحلة المقبلة يتم فيه الاستغناء عن وزراء الداخلية والمالية والتجارة والصناعة.
وأكد أن الوزير الذى لا يستطيع تحقيق الأمن الآن عليه أن يرحل، فيجب ألا نكافئ أحداً على حساب الشعب، والحكومة ملزمة بالانتقال من الثورة إلى الدولة ولا يوجد شيك على بياض لأحد من هؤلاء الوزراء يضمن استمراره دون تحقيق تطور ولو تدريجياً، لأننا لا يمكن أن نتحمل كثيراً البقاء فى هذه الدائرة.
وأفاد بأن الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، رجل نزيه وطموح ومناسب للمرحلة الحالية، لكن للأسف فى وزارته بعض الوزراء الذين لا يعملون مثل وزير الداخلية الذى لا يستطيع تحقيق الأمن، وكذلك وزير المالية الذى لا يتوقف عن التصريحات الصحفية كل صباح رغم مسؤولياته الدقيقة فى هذه المرحلة الحرجة، وكذلك وزير الصناعة والتجارة الذى لم يوقع على ورقة حتى الآن - حسب مصادر موثوقة - رغم مسؤوليته المباشرة عن عمليات التصدير والصناعة وغيرها من الأمور التجارية المهمة.
وأكد «المسلمانى» أنه لا يمكن الصبر على حكومة مرتعشة، ومن السهل الحكم على وزير خلال أيام مثل وزير الخارجية نبيل العربى، الذى حقق إنجازات رائعة خلال فترة وجيزة، سواء على صعيد حوض النيل أو القضية الفلسطينية وغيرهما، كما أنه يتواصل بشكل مدهش مع الأفكار الخلاقة مثل تحقيق اتحاد كونفيدرالى مع ليبيا والسودان.
وأوضح أن الصورة ليست سوداء بالنسبة للاستثمار لكن هناك حالة فزع لدى الراغبين فى ذلك بسبب تدنى الأمن، لذا يجب تغيير وزير الداخلية وتعيين آخر يضمن استقراراً أمنياً سريعاً للبلاد، مشيراً إلى أنه لا يفضل أن يسير الوزير بلا حراسة فيما أن الشعب كله لا يشعر بالأمان.
وقال «المسلمانى»، فى سياق الندوة، إن هناك مزايدات كثيرة للأسف على المجلس العسكرى، وعدم إدراك لخطورة ذلك على الأوضاع فى مصر، لأن حدودنا فى وضع مخيف سواء الغربية أو الجنوبية أو الشرقية، ولا يمكن تحمل الضغط على نقطة الثبات الوحيدة، والجبل الذى يقف وسط كثبان رملية متحركة، وهو القوات المسلحة.
وأضاف أن المجلس العسكرى ربما لديه قرارات غير واضحة وربما يحتاج إلى حديث أكثر توسعاً وشرح واف، لكن فى المقابل يجب أن ندرك أنه ضمانتنا أمام مخاطر وعالم تملؤه الحركات الانفصالية لذا يجب أن يدرك من يحكم مصر مسؤوليته فى مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
واعتبر «المسلمانى» أن الثورة المصرية كانت ساحرة على طريقة فوتوشوب لا خطأ فيها، واعتقد مبارك أن الخطر سيأتيه إما من الجماعات الإسلامية المتطرفة أو من انقلاب عسكرى أو من خروج العشوائيات على الطبقتين الوسطى والغنية، لكنه فوجئ بالثورة تأتى من شباب متعلم مثقف يجيد اللغات وسلاحه العلم والكمبيوتر، مشيراً إلى أن الثوار كانوا حاسمين من اليوم الأول ولعبوا معه بنفس طريقة الاسكواش التى كان يلعبها وهى الضرب فى الحائط.
0 التعليقات:
إرسال تعليق