حيث قالت أن هؤلاء الذين باتوا يؤيدون الثورة بقوة هم أنفسهم من كانوا يناصرون الرئيس مبارك المخلوع وأنهم بالرغم من محاولاتهم للظهور بشكل مؤيدى الثورة إلا أنهم لايزالون حتى الآن هم "رجال السيد الرئيس".
وأضافت أن ما يجعل الفكر الثورى مميز وفريد هو شفافيته ومهابته وكذلك فهمه الواضح لمعانى الحرية والعدل التى لا تحتاج إلى أى شرح ممن أسمتهم "مفكرين النخبة" لانها معانى واضحة ومفهومه.
وأشارت إلى أن العديد من أعمدة الرأى فى الصحف القومية المصرية والتى شغلتها أقلام ظلت لسنوات تبرر فساد النظام السابق مازالت تشغلها نفس الوجوه ولكن بكتابات تعمل على تمجيد الثورة والثوريين بنفس الطريقة التى كانوا يمجدون مبارك ووزراءه بها سابقاً.
وأكدت الكاتبة أن هؤلاء الكُتاب يقومون بخلط الأوراق بهدف طمس اهم وابسط الحقائق مثل أهمية أن يكون الدستور والقانون عادلان وأن يتم تطبيقهما على الجميع بحيث يخضع رئيس سابق إلى محاكمة وعقاب إذا ما ثبت عليه تهمة قتل المتظاهرين أو الفساد أوغيرها.
ولفتت "السعداوى" إلى أنه بالرغم من الإتهامات التى يتم توجيهها للرئيس المخلوع مبارك إلا أن محاكمته غالباً ما تؤجَل لأسباب صحية أو سياسية أو غير ذلك نتيجة للضغوط الداخلية والخارجية ممن لا يريدون محاكمته مشيرة إلى أن كُتَاب النخبة يساعدون على تفريغ الثورة من أهميتها المعهودة وتحويلها إلى أغنية نسمعها فى الخامس والعشرين من يناير كل عام.
وتساءلت الكاتبة عن اسباب خوف رجال النظام السابق وكُتابهم ومفكريهم من العقاب على الرغم من إدعائهم البراءة لافتة إلى أن الرئيس السابق هو من اعطى الوزراء وكُتَاب النخبة الأوامر تماماً مثلما أعطاهم المكافئات والمناصب الأمر الذى جعلهم لا يفتحون أفواههم إلا لمجاملة السيد الرئيس.
واستطردت قائلة أن هؤلاء هم من يحاولون إقناع الشباب بأنهم قد ناضلوا فى الحياة امام النظام السابق وواجهوا السجن والنفى كما واجه ابنائهم الجوع بينما كان شباب الثورة صغاراً وعلى غير خبرة بالحياة مطالبين إياهم بالترفع عن رغبة الإنتقام والإكتفاء بإسترداد الأموال المنهوبة عبر المحاكم وعدم تعريض الرئيس السابق أو أى من أفراد أسرته لمذلة السجن وتركهم للرحيل خارج البلاد وإلا سوف يفقدون الروح النبيلة للثورة.
وأنهت الكاتبة مقالها مؤكدة على أن تلك الكلمات هى الأغنية التى يرددها النخبة اليوم وقالت أن تلك النخبة التى يشغل أعضاءها عروش الكتابة والثقافة والفن هم من يعطوك شعوراً بأن المحاكمات التى ننتظرها لن تحدث أبداً آملة فى أن تكون مخطئة فى رؤيتهاحتى لا تحدث فى مصر ثورة حارقة أشد من سابقتها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق