كان فرانز فرديناند أرشيدوق الإمبراطورية الهنغارية ووريث عرشها، وهو مولود فى النمسا، وهو الابن الأكبر للأرشيدوق كارل لودفيج، وعندما كان فى الثانية عشرة توفى ابن عمه الدوق فرانسيس الخامس فسمى وريثا له، وقد اغتيل فى سراييفو فى مثل هذا اليوم 28 يونيو 1914 على يد طالب صربى يدعى «جافريلو برينسيب»، وكان فرانز فرديناند، ولى عهد النمسا فى سراييفو، بعد أن حضر مناورات عسكرية فى البوسنة، وكان اختيار اليوم المحدد للزيارة سيئاً فقد تزامن مع ذكرى معركة كوسوفو وهى العيد القومى للصرب، ولم تكن الإجراءات الأمنية جيدة، وكان مسلحون بمسدسات وقنابل يقفون على جانبى الطريق المقرر أن يمر فيه موكب الأرشيدوق وألقيت على الموكب أول قنبلة فلم تصبه إذ تدحرجت على السيارة ثم انفجرت وجرحت بعض المرافقين، وترتب على هذا تغيير طريق الموكب، وأثناء هذا كان جافريلو برنسيب يقف على ناصية الطريق فقفز على السيارة وأطلق الرصاص على الأرشيدوق وعلى الجنرال بوتيوريك، قائد جيش البوسنة، فقتل الأرشيدق وزوجته ونجا الجنرال، وقد أجج الاغتيال نقمة النمسا على الصرب، وأشعل فتيل الحرب العالمية الأولى التى اندلعت فى أوروبا، وسرعان ما امتدت لباقى دول العالم بين عامى 1914 و1918، وكانت مقدمات الحرب قد انتقلت من احتقان الأجواء بين إمبرطورية النمسا، والمجر لغزو صربيا، فأعلنت روسيا الحرب على النمسا فدخلت ألمانيا الحرب كحليف للنمسا، ودخلت فرنسا وبريطانيا كحليفين لروسيا، وقد استعملت لأول مرة الأسلحة الكيمياوية فى هذه الحرب، كما تم قصف المدنيين من السماء لأول مرّة فى التاريخ، وقد أسفرت عن ضحايا بشرية لم يشهدها التاريخ من قبل، وسقطت السلالات الحاكمة والمهيمنة على أوروبا، التى يعود منشأها إلى الحملات الصليبية، وتم تغيير الخارطة السياسية لأوروبا، وشكلت بداية العالم الجديد، ونهاية الأرستقراطيات والملكيات الأوروبية، وكانت المؤجج للثورة البلشفية فى روسيا التى بدورها أحدثت تغيراً فى السياستين الصينية والكوبية، كما مهدّت الطريق للحرب الباردة بين العملاقين، الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة، وأخذت الحروب شكلاً جديداً فى أساليبها بتدخل التكنولوجيا بشكل كبير فى الأمور الحربية، ودخول أطراف لا ناقة لها بالحروب ولا جمل وهى شريحة المدنيين فبعدما كانت الحروب تخاض بتقابل جيشين متنازعين فى ساحة المعركة صارت المدن المأهولة بالسكان ساحات للمعركة مما نتج عنه سقوط ملايين الضحايا
0 التعليقات:
إرسال تعليق