قال فى مذكراته: «تحوّلت مصر إلى سجن كبير لا يسمح بالخروج منه إلا للسجانين» بالرغم من استقباله الحماسى للثورة فى بدايتها ولكنه تراجع عن تأييدها حيث رأى أن الثورة تراجعت فيما بعد عن مبادئ الحرية والديمقراطية « لقد أثرى الفيلسوف المصرى الدكتور عبد الرحمن بدوى المكتبة العربية بنحو 150 مؤلفا تنوعت بين ما هو قراءة فى التاريخ العربى وفى المناهج الفلسفية فى العالم وفى الأدب والترجمة ومنها مؤلفات بالإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية والإيطالية وقد ختمها بدوى بسيرته الرائعة التى تتضمن قدرا من المكاشفة الشجاعة والآراء الصادمة، لقد كان بدوى شخصية مثيرة للجدل لكنها كانت محط تقدير عربى وعالمى لما له من مكانة علمية رفيعة عربيا وعالميا، وهو مولود فى 4 فبراير 1917 بقرية شرباص مركز فارسكور بالدقهلية (دمياط حاليا) وكان الخامس عشر بين إخوته الواحد والعشرين، وكان والده من أعيان الريف وعمدة القرية، تلقى بدوى تعليمه الابتدائى بمدرسة فارسكور وحصل على الكفاءة فى 1932 بمدرسة السعيدية ثم البكالوريا فى 1934 والتحق بكلية الآداب قسم الفلسفة جامعة فؤاد الأول (القاهرة حالياً) وحصل على الليسانس بامتياز فى 1938 وعين معيدا بالجامعة وحصل على الماجستير فى 1941 عن « مشكلة الموت فى الفلسفة الوجودية»، ثم الدكتوراه فى 1944 عن « الزمان الوجودى» ثم عين مدرسا بقسم الفلسفة فى 1945 فأستاذا مساعدا فى 1949، وفى 1950 تفرغ لإنشاء قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة إبراهيم باشا (عين شمس) ثم أصبح أستاذ كرسى فى 1959 كما أسس قسم الفلسفة بكلية الآداب فى جامعات الكويت وطهران وبنغازى، وعمل أستاذا زائرا فى جامعة لبنان، وفى معهد الدراسات الإسلامية بالسوربون كان بدوى عضوا فى حزب «مصر الفتاة» وفى اللجنة العليا للحزب الوطنى الجديد واختير ممثلاً عن الحزب الوطنى فى لجنة (دستور1954) التى كلفت بكتابة دستور جديد (لجنة الخمسين) وهو الدستور الذى استبدل بدستور 1956، إلى أن توفى بمعهد ناصر فى مثل هذا اليوم 25 يوليو 2002 بعدما عاد من فرنسا قبل وفاته بستة أشهر بعد سقوطه مغشيا عليه فى أحد شوارع باريس واتصل الفندق الذى كان يقيم فيه بالقنصلية المصرية يخبرها أن لديهم شخصًا مريضاً يقول إنه فيلسوف مصرى
0 التعليقات:
إرسال تعليق