بنحـبك يا مصـــر

20‏/07‏/2011

لأول مرة في مصر.. روبوت طبي ينجح في استئصال المثانة والبروستاتا

لأول مرة في مصر.. روبوت طبي ينجح في استئصال المثانة والبروستاتا



في عالم الروبوتات كل غريب أصبح مألوفاً، فقد أصبحت هذه الآلات تتنافس مع البشر، الأمر الذي جعلها موجودة فى شتى مجالات الحياة، حيث بدأت تحل تدريجياً محل اليد العاملة البشرية للقيام بالأعمال الخطيرة أو الأعمال ذات الطبيعة الرتيبة، فأصبحت تحل محل الممرضات فى المستشفيات، لأداء بعض المهام مثل نقل الأوراق أو الأدوية من غرفة إلى مختبر أو عيادة.
ربما يكون هذا الكلام درباً من دروب الخيال التى نقرئها عادة في الروايات والأساطير، ومن الممكن أن ندرجه تحت مسمى التكهنات بما سيحدث في المستقبل، إلا أنه حدث بالفعل لأول مرة في مصر، وذلك باستخدام الإنسان الآلي الجراحي لاستئصال المثانة والبروستاتا‏,‏ مع عمل مثانة صناعية من الأمعاء الدقيقة وبدون تحويل مجري البول‏,‏ وذلك لمريض مصري‏ 45 عاماً‏ يعاني من سرطان بالمثانة في المرحلة الثانية.
وقد أجري الجراحة الخبير التركي بال باي المتخصص في جراحات أورام المسالك باستخدام الإنسان الآلي بجامعة اسطنبول التركية والتي تعد من الجراحات المتقدمة بمشاركة فريق مصري من معهد القومي للأورام, ضم الدكتور أحمد حلمي أستاذ جراحة الأورام, والدكتور أحمد مصطفي مدرس جراحة الأورام, استمرت الجراحة 8 ساعات, وجاءت ضمن البرنامج التدريبي المتقدم للارتقاء بمهارات الجراحيين بالمعهد في جميع تخصصات جراحات الأورام على استخدام تقنيات الإنسان الآلي الجراحي, والذي يتبناه المعهد علي مدي العامين القادمين.
ومن جانبه، يؤكد الدكتور بال باي أستاذ جراحة المسالك باستخدام الإنسان الآلي بجامعة اسطنبول, أن المريض كان يعاني من ورم بالمثانة بالمرحلة الثانية في حجم3، 4 سم بالجدار الخلفي للمثانة, واشتباه بأورام ثانوية بالعقد الليمفاوية بالحوض، طبقاً لما ورد بجريدة "الأهرام".
وتقرر استخدام الإنسان الآلي الجراحي, خاصةً أن الورم لم يصل إلى عنق المثانة, مايعني إمكانية الحفاظ على الضفيرة العصبية للمريض للتحكم في وظائف التبول, وتم استئصال الورم بالمثانة والبروستاتا جذرياً, مع تفريغ كامل للعقد الليمفاوية بالحوض, وتم تشييد مثانة صناعية من الأمعاء الدقيقة للمريض, وتوصيلها بمجري البول دون عمل تحويل للبول أو البراز, وهو ما يعد من مميزات استخدام الإنسان الآلي الجراحي, وخلال الجراحة كانت الوظائف الحيوية للمريض مستقرة وينتظر خروجه خلال 4 أيام.
ويوضح الدكتور وحيد يسري جرير أستاذ ورئيس قسم الجراحة بالمعهد أن الفريق الطبي المصري المشارك بالجراحة تم تدريبه في مدينة ستراسبورج بفرنسا, كما تم تدريب6  من جراحي الأورام علي جراحات الانسان الآلي بأوروبا, وتأتي الجراحة ضمن برنامج المعهد لتدريب الجراحين علي تقنيات الإنسان الآلي الجراحي, ويشمل استقدام الخبرات الدولية في جراحات المسالك وجراحات القولون والمستقيم وغيرها.
وأشار الدكتور أشرف سعد زغلول أستاذ جراحة الأورام بالمعهد، إلى أن التدريب على استخدام الإنسان الآلي الجراحي بالعالم يبدأ عادةً في مراحل الأورام البسيطة, لكن خبرة جراحي المعهد شجعتنا على إجراء جراحة استئصال أورام المثانة, والتي تصنف ضمن الجراحات شديدة الصعوبة, وكان اختيارنا لأورام المثانة لأن مصر من أعلى دول العالم في معدلات الإصابة بها, إذ تشكل25% من إجمالي سرطانات الرجال من المرضي المترددين علي المعهد, وتكتشف في مراحل متوسطة ومتأخرة.
وأضاف أن استخدام الإنسان الآلي الجراحي في مثل هذه الجراحات يمتاز بأنه يتيح رؤية ثلاثية الأبعاد وقدرة تكبير10 أضعاف الصورة, بحيث يتمكن الجراح من الحفاظ على الأعصاب والشرايين الدقيقة للحفاظ على الوظائف الحيوية كالتحكم في البول والإبقاء علي القدرات الجنسية للمريض, خاصةً في مرضي سرطان المثانة والبروستاتا.
كما تجري العملية بدون أية جروح بالبطن, ومن خلال ثقوب صغيرة تسمح بمرور أذرع الجراح الآلي, ويفقد المريض أقل نسبة دم تقل عن200 سم, مقابل لتر ونصف من الدم في الجراحات التقليدية, كما تقل نسبة انتقال العدوى والتلوث بصورة تقلل كمية المضادات الحيوية, وينخفض متوسط بقاء المريض بالمستشفي بعد الجراحة ليبلغ3 ـ5 أيام مقارنة بـ3 أسابيع في الجراحات المفتوحة.
يذكر أن عدد جراحات استئصال المثانة مع تشييد مثانة صناعية باستخدام الإنسان الآلي الجراحي حول العالم200 حالة فقط, أجري منها الدكتور بال باي40 عملية جراحية.
ويشير إلي أن الدراسات العالمية تؤكد استخدام الإنسان الآلي الجراحي في80% من جراحات سرطان البروستاتا بالعالم لأنه الأكثر دقة في استئصال الورم كاملاً, مع الحفاظ علي الوظائف الفسيولوجية كالتحكم في البول والقدرة الجنسية.
ويجري المعهد القومي للأورام 5 آلاف عملية جراحية كبري سنوياً بين أورام البروستاتا والبنكرياس والقولون وأورام الكبد, وتمت المبادرة بجلب جهاز "الإنسان الآلي"' كأول جهاز للجراحات الآلية في مصر, بتكلفة 3.3 مليون دولار تم توفيرها من المنح الدولية وبرتوكولات تعاون مع جهات مانحة, ومن أموال التبرعات بالمعهد, للحد من قوائم الانتظار بنسبة 25% من الجراحات بالمعهد. 

نماذج ناجحة
 






والنماذج الناجحة في هذا المجال كثيرة، فقد تمكن علماء استراليون من تطوير روبوت مجهري يبلغ قطره 250 نانومتراً أي ما يوازي كثافة شعرتين أو ثلاث من أجل إجراء عمليات في الدماغ على غرار ذاك الذي ورد في فيلم الخيال العلمي "الرحلة الخيالية" عام 1966.
وأشار جيمس فرند من مختبرات الفيزياء الصغروية في جامعة موناش في كلايتن، إلى أنه يتم البحث عن أداة في الإمكان وضعها في الشرايين البشرية ولا سيما حيث يتعذر استخدام التقنيات التقليدية.
وأضاف فرند أن الصعوبة تكمن في تطوير روبوت بهذه الدقة في صنع محرك على درجة كافية من القوة ليسير عكس التيار في الشرايين، مؤكداً أنه لا يمكن للروبوت الصغير الدخول عبر الساق لأن المسافة التي عليه اجتيازها ستكون طويلة لكن يمكن إدخاله عبر الرقبة، مشيراً إلى أن الروبوت سيستخدم في المرحلة الاولى بغرض المراقبة لأنها الأكثر سهولة.
وأوضح عالم الفيزياء الصغرية أن السباحة في الشرايين الواسعة في الجسم البشري صعبة لأن الدفق سريع، مضيفاً ان الدم يجري بسرعة متر واحد في الثانية بمحاذاة القلب.
كما تمكن الأطباء من تطوير أداة ميكانيكية تستطيع الدخول إلى الجسم من أى فتحة طبيعية وليس عن طريق الفتح الجراحى للقيام بالعمليات الجراحية، وهى أداة مستقبلية يعتقد باحثون أنها ستمثل نقلة فى التقنيات الجراحية التقليدية.
ويقوم الانسان الآلى بالفعل بإجراء عشرات الآلاف من جراحات البروستاتا والقلب والعمليات الأخرى ويتكهن خبراء بأن هذه الآلات ستستخدم فى الاختراق على عمق أكبر بالأجساد المريضة فى السنوات القادمة.
ويعمل باحثون على تطوير جيل جديد من الإنسان الآلى عالى التقنية لنقل جراحة الانسان الآلى التى تخترق على عمق سطحي إلى المستوى التالي، وربما يكون احتمال دخول أذرع الإنسان الآلى إلى البطن مقلقاً لكن دقتها يمكن أن تعنى جروحاً أقل وتعافياً أسرع فضلاً عن البقاء لفترة أقصر فى المستشفى وتقليل الأضرار التى تلحق بالأنسجة.
وأشار الجراح ارا دارزى مدير مركز هملين لجراحة الانسان الآلى فى امبريال كوليدج بلندن، إلى أن العلماء يأملوا أن تكون أنظمة الدخول عن طريق الفم والشرج جاهزة لاختبارها فى غضون ثلاثة أعوام ونصف العام.
ومن بين الاحتمالات الأخرى تحقيق الاستقرار اصطناعياً لصورة الأعضاء المتحركة مثل قلب ينبض عبر ابتكار إنسان آلى يتحرك فى نفس الوقت مع جسم المريض.






كما نجح جراح إيطالي في ابتكار روبوت "إنسان آلي" قادر على إصلاح أحد أهم العيوب التي تصيب القلب عن بعد.
وأوضح معهد سان رافائيل بأن الجراح طور برنامج كمبيوتر بالاستناد إلى خبرات جراحية تمكن الروبوت من التخلص من الشحنات الكهربائية التى تسبب الرجفان الأذينى، وهو نوع منتشر من عدم انتظام نبضات القلب.
وأضاف أنه استخدم الروبوت فى علاج أربعين مريضاً في ميلانو، وأنه يستعد الآن للخطوة الكبرى وهى عملية من مسافة بعيدة من بوسطن إلى ميلان، وستكون متاحة للنقل من قبل وسائل الإعلام العالمية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More